من مدينة سيدي قاسم غرب المملكة كانت انطلاقة طموحه الكبير: “غرسُ أكبر قدر من الأشجار والاحتفاء بالبيئة”، إذ انخرط قبل أكثر من سنتين في مشروعه المتعلق بجعل التعليم في قلب أي إستراتيجية بيئية، وذلك من أجل تشجيع الشّباب على تعلم مهارات جديدة..

يقود محمد عدنان الكنوني حملة لتوسيع مجال اشتغاله، مقتنعا بأن “التعليم يمكن أن يجعل المستقبل أكثر خضرة”؛ ولإحياء هذا الاعتقاد أطلق مبادرة “المستقبل أخضر” لتشجيع الشباب المغربي على تعلم مهارات جديدة من خلال زراعة النباتات.

ويطمح الشّاب الذي لم يتجاوز سنته الثّلاثين أن يزرع مليون نبتة في المغرب بحلول عام 2027، وقد ابتكر مبادرة “المستقبل أخضر”، مقتنعًا بأن التعليم هو أحد أكثر الطرق فعالية لتعزيز التنمية المستدامة؛ وبدلاً من إعطاء الأطفال أكياسًا من الطعام، أراد أن يشاركهم المعرفة حتى يتمكنوا من زراعة وحصاد طعامهم بأنفسهم.

ويشرح الكنوني قائلاً: “يجب أن تكون المدرسة هي المنشأ الأول، والرابط بين المعرفة والدراية والمهارات الشخصية، مع تشجيع فكرة المساحات الخضراء والحدائق وسط التّلاميذ”.

وبالإضافة إلى إشراك الشباب في أنشطة الحفاظ على البيئة، أنشأ الكنوني مشروعا آخر متعلقا بزراعة البذور، كحل ملموس للمساعدة في الحفاظ على تنوع المحاصيل، والحماية من تغير المناخ والكوارث الطبيعية، وضمان البذور الخالية من براءات الاختراع للمزارعين والسكان”.

وأحدثت مبادرة The Future is Green تغييرا كبيرا في هندسة المدن، بما في ذلك تحويل مكب نفايات حضري بمساحة 500 متر مربع إلى وحدة لإنتاج الزهور في مدينة سيدي قاسم؛ فضلاً عن زراعة زهور التوليب في بعض المناطق الأكثر سخونة في المغرب.

كما استطاع الشاب تحويل العديد من الأماكن المهجورة في مدينته سيدي قاسم إلى حدائق من الزهور، موردا أن “التطور العمراني في المدن المغربية يتم بلا أي ضوابط، إذ أصبحت المباني السكنية والجدران الإسمنتية طاغية”، ويقول إنه قرر إنشاء مساحات خضراء “لكي تتنفس المدن”، وزاد موضحا: “قررت العام الماضي أن أجمع بعض الأصدقاء حول فكرة إعادة تأهيل أرض من الملك العام مساحتها 300 م² كانت مزبلة عشوائية في ‘الحي المستعجل’ في سيدي قاسم من أجل زراعة الزهور”.

hespress.com