قالت مريم الحجيوج آغا، الخبيرة المغربية البريطانية في داء السكري ومؤسسة منظمة Diabetes UK Wellingborough Group، إن صيام مريض السكري يمكن أن يؤدي به إلى مضاعفات صحية خطيرة، تتمثل في اختلال مستوى السكر في الدم والاجتفاف، فضلا عن ارتفاع الأحماض الكيتونية لدى مرضى السكري من النوع الأول.
وأوضحت مريم الحجيوج آغا، متواصلة مع هسبريس من إنجلترا، أنه لا يُنصح للشخص بالصيام إذا كان مصابا بداء السكري من النوع الأول، أو يعاني من مضاعفات هذا الداء، مثل مشاكل في الكلى أو القلب أو ضعف الرؤية، أو كان قد أصيب بالأحماض الكيتونية خلال الأشهر الستة السابقة لشهر رمضان.
كما لا ينصح بصيام مريض السكري، وفق الاختصاصية ذاتها، إذا كان المصاب قد مكث في المستشفى بسبب ارتفاع مستوى السكر في الدم خلال الأشهر الستة الماضية، أو لا يتمتع بالسيطرة على مستويات السكر بشكل جيد، أي أن نسبة معدل مخزون السكر لديه جد مرتفعة، أو يعاني من الانخفاض المتكرر لمستوى السكر أو من عدوى القدم السكري أو قرحة القدم.
كما ترى الخبيرة المغربية البريطانية في داء السكري أنه قبل اتخاذ مريض السكري قرار الصيام عليه زيارة الطبيب لفهم حالته المرضية، مبرزة أنه يجب على من يسمح لهم أطباؤهم بالصيام من مرضى السكري أن يحرصوا على مراقبة مستوى السكر لديهم بصفة منتظمة؛ “لأن التغييرات في عادات الأكل خلال شهر رمضان قد تؤثر على مستوى السكر في الدم”.
وأضافت متحدثة الجريدة: “إذا احتاج مريض السكري إلى حقنة من الأنسولين وهو صائم، فعليه أن لا يتردد في استعمالها”، مشيرة إلى أن “حقنة الأنسولين لا تفطر، وتبقى مهمة جدا للمساعدة على خفض مستوى السكر في الدم، كلما دعت الضرورة إلى ذلك”.
وأكدت الحجيوج آغا، التي تنحدر من إقليم تاونات، أنه يجب على الأشخاص المعرضين للمخاطر الصحية، ولو لم يصوموا، مثل مرضى السكري من النوع الأول أو الحوامل اللواتي يعانين من سكري الحمل، فحص مستويات الجلوكوز لديهم على الأقل 3 إلى 4 مرات في اليوم.
كما يجب على مرضى السكري من النوع الثاني، تقول متحدثة الجريدة، التحقق من مستويات السكر في دمهم مرة إلى مرتين في اليوم مع إجراء تعديلات حول أوقات تناولهم الدواء أثناء الليل باستشارة الطبيب المختص حول التعديلات المطلوبة في حجم الجرعة وتوقيت تعاطيها وصنف الدواء الملائم؛ وذلك قصد التقليل من خطر انخفاض مستوى السكر لديهم خلال فترة الصيام.
وأوضحت الخبيرة ذاتها في داء السكري أن بعض مرضى السكري من النوع الثاني يستطيعون الصيام إذا كانوا يسيطرون على معدل السكر التراكمي لديهم، أو ما يعرف بمخزون السكر، والذي يجب أن لا يتعدى 6.5%، بفضل تناول الأقراص المخصصة لضبط الجلوكوز أو بدونها.
ونصحت متحدثة الجريدة بوجوب كسر الصيام إذا نزل مستوى السكر في الدم عن 70 مليجرام/ديسيلتر أو زاد عن 300 مليجرام/ديسيلتر، مشيرة إلى أن نقص أو ارتفاع مستوى السكر في الدم قد يسبب مضاعفات خطيرة؛ وهو ما يقتضي من المريض عدم مواصلة الصيام.
وأكدت مريم الحجيوج آغا، التي تكرس مسيرتها المهنية للتوعية بأخطار داء السكري في المغرب وبريطانيا، أنها لا تنصح مرضى السكري بممارسة التمارين الرياضية أو الأعمال الشاقة أثناء الصيام؛ لأن ذلك من شأنه أن يتسبب في انخفاض مستوى السكر لديهم أو يعرضهم للاجتفاف.