صدام متواصل بين القوات العمومية وشرائح واسعة من المراهقين على امتداد الأيام الأولى من شهر رمضان، بسبب إغلاق الفضاءات الليلية التي كانت المتنفس الوحيد لهذه الفئات، وذلك بموجب قرار الحكومة في ظل التطورات الوبائية الراهنة القاضي بحظر التنقل طيلة الفترة الليلية من رمضان.

وتوثق عشرات الأشرطة المرئية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أحداثا عنيفة ترتكبها شرائح المراهقين بالأحياء الشعبية بعدد من الحواضر المغربية، تتخلّلها مواجهات مباشرة مع عناصر الأمن التي تُقدم على اعتقالهم بسبب خرق حالة “الطوارئ الصحية”.

وتعالت دعوات تربوية قصد القطع مع “مقاربة الاعتقال” التي لا تؤتي ثمارها مع هذه الفئة، بدعوى أنها تعيش تغيرات جسدية ونفسية تؤثر على تصرفاتها، مطالبة في الآن نفسه القطاع الوزاري المعني بتنظيم حملات تحسيسية وتوفير فضاءات ترفيهية قصد تفريغ الطاقة السلبية.

وفي هذا الصدد، قال محسن بنزاكور، باحث في علم النفس الاجتماعي، إن “الوضع الخاص الذي نعيشه ولّد لدى المجتمع ما يسمى العياء النفسي، الذي يعاني منه المراهق بالدرجة الأولى، لأنه حُرم من الفسحة الرمضانية التي يحتاج إليها أكثر من بقية أفراد الأسرة”.

وأضاف بنزاكور، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “الأيام الماضية شهدت مواجهات بين السلطات والمراهقين الذين يحتاجون إلى تفريغ التغيرات الهرمونية التي تعطيهم طاقة قوية في هذا السنّ، خاصة أن أغلبهم يمضي وقته النّهاري بالمدرسة، فيما يتبقى الوقت الليلي فارغاً”.

وأوضح الباحث الاجتماعي أن “المراهق دائما ما يثور على السلطة كيفما كان نوعها، بما في ذلك الشرطة، ما يفسّر ردود الفعل غير المعقلنة، وهو ما يتطلب تدخّل الدولة لمعالجة الوضع، من خلال الخروج بخطابات تروم تقليل الضغط النفسي، عوض إلقاء المسؤولية على الجهاز الأمني فقط”.

وأردف الباحث عينه أن “المقاربة الأمنية غير كافية للحدّ من تلك السلوكات المرفوضة، التي تبقى بدون مبرر في الأصل، لكن ينبغي تسخير إمكانيات أخرى لفهم حيثيات الموضوع، لأن هؤلاء يبقون أبناء المغاربة ولا يمكن الزجّ بهم في السجن”، ليختم بأنه “تكرسّت لدينا نظرة سلبية عن المراهقين الذين ينتمون إلى أسر هشة”.

hespress.com