أفادت مصادر مطلعة لـ”بالمقلوب” بأن السلطات المعنية تعتزم العودة إلى العمل بما يسمى “التطواف” لمحاربة الجريمة في المغرب.

وكانت عدد من المناطق في المغرب خلال سنوات خلت تشهد ما يُصطلح عليه بـ”التطواف”، ويعني قيام رجال الأمن بمرافقة المجرم الخطير مكبلا، والطواف به في أحياء المدينة أمام عيون المارة والأشهاد.

والمعني بعملية “التطواف” في العادة يكون مجرما ضليعا في الإجرام، أو مغتصبا متعديا على حرمة النساء، خاصة إذا كان من صنف المجرمين الذين تكرر دخولهم إلى السجن للجرائم نفسها.

وتقول المصادر إنه أمام تعقد ظاهرة الجريمة، وأمام ظاهرة “العود”، إذ ما يلبث المجرم أن يعود إلى السجن بعد إطلاق سراحه بعد اقتراف جرائم جديدة، فإنه تم عقد العزم على تفعيل ممارسة “التطواف”.

وليس فهذا فحسب، بل إن هناك توجها أيضا نحو العودة إلى تكليف المجرمين “المسجلين خطر”، من القتلة ومهربي المخدرات ومغتصبي النساء والأطفال، بمهام وأشغال شاقة، مثل شق الجبال والطرقات، وغيرها من المهام العسيرة.

وعلم “بالمقوب” أن مزاولة الأشغال الشاقة من السجناء المجرمين قرار ليس من الصعب اعتماده، لأن عدة بلدان في أوروبا وأمريكا، وحتى دول عربية، مازالت تسلكه في نظامها السجني والعقابي.

ويبدو أن المسؤولين المغاربة باتوا يحنون إلى ممارسات في معاقبة المجرمين والمغتصبين كانت تعود إلى سنوات مضت، فـ”التطواف” مثلا كانت تشهده عدد من مدن وقرى المملكة في فترة الاستعمار، وامتد حتى السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي.

أما ممارسة الأشغال الشاقة من حفر وتبليط وغيرها من الأعمال التي تتطلب جهدا بدنيا كبيرا، وفي ظروف مناخية صعبة أحيانا، كانت أيضا ممارسة معروفة في النظام العقابي بالبلاد.

وتضيف مصادر “بالمقلوب” أن التوجه نحو فرض “التطواف” والأشغال الشاقة في حق “أخطر المجرمين” ليس له من غاية سوى ردع الجريمة، وبث الأمن في نفوس الناس.

ومؤيدو العودة إلى “التطواف والأشغال الشاقة” يرون أنهما عقوبتان ستكونان كفيلتين بالضرب بيد من حديد على كل من سولت له نفسه العبث بأمن المغاربة وكرامتهم وأعراضهم وممتلكاتهم، باعتبار أن المجرم الذي ستتخذ فيه هذه العقوبات سيفكر أكثر من ألف مرة قبل معاودة الجريمة عندما يغادر أسوار السجن.

ويبدو أن العودة إلى “التطواف” أو ممارسة المجرمين الخطيرين للأشغال الشاقة في الجبال والصحراء ستلاقي رغم ذلك معارضة شديدة من أنصار حقوق الإنسان، لكونهم يرون في الأول تشهيرا بالمجرم ومسا بكرامته، وفي الثاني نوعا من الإذلال بالمجرم وشططا في استعمال السلطة في حقه.

hespress.com