يبدو أن “إدارة بايدن” لم تبلور بعدُ موقفاً واضحاً من اعتراف دونالد ترامب بمغربية الصحراء، إذ غاب هذا الملف عن المحادثات التي أجراها ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، مع نظيره الأمريكي أنتوني بلينكن.
وحسب بيان صادر عن نيد برايس، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، فقد أشار بلينكن إلى “العلاقة الثنائية طويلة الأمد والمصالح المشتركة القائمة على القيم المشتركة لتحقيق السلام والأمن والازدهار الإقليمي”.
ورحبت واشنطن على لسان بلينكن بالخطوات المغربية لاستئناف العلاقات مع إسرائيل، واعتبرت أن “العلاقة المغربية الإسرائيلية ستحقق فوائد طويلة الأمد للبلدين”.
وناقش الوزيران “فرص زيادة التعاون في إفريقيا لتعزيز الازدهار الاقتصادي والاستقرار”. وأشاد بلينكن بالدور الرئيسي للمغرب في تعزيز الاستقرار في منطقة الساحل وليبيا.
وأشادت الخارجية الأمريكية بإصلاحات الملك محمد السادس على مدى العقدين الماضيين؛ كما شجع بلينكن المغرب على مواصلة “تنفيذ هذه الإصلاحات وإعادة تأكيد التزامه بحماية وتعزيز حقوق الإنسان والحريات الأساسية”.
وزير الخارجية الأمريكي أشاد أيضا بقيادة الملك محمد السادس لمشاريع مكافحة تغير المناخ والاستثمار في الطاقات المتجددة، وشجع المغرب على لعب دور مساعد في تعزيز النمو الاقتصادي الأخضر والتنمية في إفريقيا.
كما أشار الوزير بلينكن إلى أن هذا العام يصادف الذكرى المئوية الثانية لمنح مبنى المفوضية الأمريكية في طنجة للشعب الأمريكي من السلطان مولاي سليمان، وهو مثال على الشراكة الإستراتيجية طويلة الأمد بين البلدين.
وكان وزير الخارجية الأمريكي أجرى أمس اتصالا مع نظيره الجزائري صبري بوقادوم، دون الحديث عن ملف الصحراء، وهو ما يعني أن الإدارة الأمريكية لا تفضل التعليق في المرحلة الحالية على المرسوم الرئاسي الذي أصدره دونالد ترامب القاضي باعتراف واشنطن بمغربية الصحراء وافتتاح قنصلية عامة في الداخلة.
وقال وزير الخارجية الأمريكي، في “تغريدة” على حسابه بموقع “تويتر”: “أجريت اليوم محادثة جيدة مع وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة حول مجموعة من المصالح المشتركة المتعلقة بالسلام والأمن الإقليميين، بما في ذلك التطورات في ليبيا ورغبتنا في رؤية الاستقرار والازدهار في المنطقة. كما أسعدني أن أتمنى لجميع المغاربة رمضان كريماً!”.