خلدت الطبقة العاملة، السبت بمختلف القطاعات التابعة للاتحادات النقابية المحلية بمدينة سطات العيد العمالي الذي يصادف فاتح ماي من كل سنة عن بعد، بتتبع الخطابات النقابية القطاعية لقياداتها على المستوى المركزي، بسبب الإجراءت المتخذة من قبل السلطات للحد من انتشار وباء “كورونا” على المستوى الوطني.

هسبريس قامت بجولة داخل مدينة سطات، وزارت مختلف مقرات الاتحادات النقابية المحلية، حيث لاحظت شوارع فارغة ومقرات نقابية مغلقة، فضلا عن غياب اللافتات والشعارات التي كانت تزين هذه المقرات، وتبعث رسائل إلى الجهات المختصة حسب القطاعات.

وفي هذا الصدد أكد عدد من النقابيين بسطات، في اتصالات هاتفية بهسبريس، متابعتهم خطابات قياداتهم النقابية المركزية عن بعد من منازلهم بطريقة فردية، بسبب ظروف جائحة “كورونا”.

في المقابل تابعت الكتابة المحلية للاتحاد النقابي المنضوية تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل بسطات، بحضور كاتبها المحلي عبد المجيد ظريفي، إلى جانب عدد من أعضاء المكتب وممثلي بعض القطاعات، وفي احترام تام للتباعد الاجتماعي، الخطاب النقابي للأمين العام ميلودي موخاريق عبر الوسائط الإلكترونية من مقرها بمدينة سطات، تنزيلا للبرنامج الوطني لاحتفالات فاتح ماي لهذه السنة.

فؤاد الجعايدي، عضو الاتحاد المحلي لنقابات سطات، أوضح في تصريح لهسبريس أن “عددا من المناضلين حضروا اليوم بمناسبة العيد العمالي بمقر الاتحاد المغربي للشغل بسطات، في احترام تام للبروتوكول الصحي لمواجهة فيروس كورونا، قصد تتبع خطاب الأمين العام للاتحاد المغربي للشغل عبر التناظر”.

وعبر الجعايدي عن حزنه بسبب الاحتفال بفاتح ماي في ظل جائحة “كورونا”، لغياب الخطابات المحلية والقطاعية والمهرجانات النقابية بالمقرات والمسيرات الشعبية بالمدينة، وأشار في الوقت ذاته إلى استيائه مما يجري اليوم من “سياسات ظالمة في حق الطبقة العاملة وتشريدها”، لافتا إلى الرقم الذي قدمه موخاريق في خطابه، إذ أكد طرد 600 ألف عامل وعاملة، فضلا عن التداعيات على القطاع غير المهيكل، ليصل العدد إلى مليون ونصف من العمال المتضررين.

وتساءل المتحدث ذاته عن الحلول التي تفكر فيها الحكومة لتجاوز الأوضاع المقلقة، مستدركا بأنها لا تستحضرها أصلا، فضلا عن تغييبها التفاوض مع النقابات.

وتمنى الجعايدي أن “تزول الجائحة بأمر من الله، وأن يرفع الله هذه الحكومة التي تشبه الجائحة”، وفق تعبيره، وعبر عن أمله في المستقبل، مراهنا على “نضال الطبقة العاملة من أجل تثبيت الحقوق”، ومسجلا “الاعتداء على الحريات النقابية المكفولة دستوريا”؛ كما أشار إلى أن “المغرب صادق في ديباجة الدستور على تثبيت الحقوق السياسية والمدنية والنقابية”، مستدركا بأن الدولة الاجتماعية مفتقدة اليوم في البلاد.

وأشاد النقابي ذاته بمشروع الحماية الاجتماعية الذي جاء به عاهل البلاد، ودعا الحكومة إلى ضرورة الاجتماع مع النقابات العمالية وأطراف الإنتاج قصد ضبط إجراءات المشروع، مسجلا “الغياب التام لرئيس الحكومة في ورش الحماية الاجتماعية”، ومتمنيا “إفراز حكومة أخرى تحقق الأمل وتنصت لهموم الطبقة الكادحة وعموم المواطنين في هذا البلد السعيد”، وفق تعبيره.

hespress.com