يخوض فنانون وسينمائيون بجهة سوس ماسة نقاشات حادة مع وجوه سلفية محلية عديدة بخصوص مضامين فنية تعرض خلال شهر رمضان، أقواها ما صاحب مسلسل “بابا علي”، الذي يحظى بمتابعة قياسية من لدن الأسر المغربية الناطقة باللغة الأمازيغية.

ولاقى مسلسل “بابا علي” الذي تعرضه القناة الثامنة “تامازيغت” استحسانا واسعا على المستوى الجماهيري، لكنه في المقابل أثار جدلا واسعا على قنوات “مشايخ” تعرض مضامين باللغة الأمازيغية سبق أن تصادمت مع الفنانين غير ما مرة.

ونشبت حرب كلامية بين فنانين معروفين ومجموعة من “المشايخ” الذين يعرضون مقاطع فيديو باللغة الأمازيغية، يتحدثون فيها عن أمور مرتبطة بالدراما الأمازيغية، معتبرين أنها “تبعد الناس عن غايات شهر رمضان، كما تمجد أمورا مرفوضة”، وفق تعبيراتهم.

ويشتكي الفنانون من محاولة إقبار “الثقافة الوهابية” للهوية الأصيلة المتعددة للمغرب، خصوصا وأنها تلاقي انتشارا دون صد من المسؤولين، وكذا دون قدرة كبيرة على المواجهة أمام “التشويه” الذي يحتمله خطاب الدعاة السلفيين.

وعبر تقنيات المباشر، يعرض شيوخ سلفيون خطبا بالأمازيغية للعموم، يتطرقون فيها لمواضيع متفرقة، لكن الصدام برز في خطبة لشيخ يسمى “أبو عمار”، تطرق فيها لمضامين مسلسل “بابا علي”، واتهم “الجميع” بنشر الوثنية، وبما أسماها “الفاحشة”.

عبد اللطيف عاطيف، أحد أبرز الوجوه السينمائية الأمازيغية، قال إن “القاعدة تقول: الكل حر في أقواله، والحرية الكاملة للجمهور من أجل القياس”، معتبرا أن “المتلقي يسمع ما يشاء، وللكل الحرية في التعبير وطرح أفكاره”.

ورفض الممثل الأمازيغي، في تصريح لهسبريس، أن تمنح لبعض الأشخاص أوزان ليست لهم، مشيرا إلى أن “من يتذوق الفن ويفهمه، فقد استوعب جيدا ماهية المضامين الفنية. ومن لا علاقة له بالفن، فمن الصعب إقناعه بفكرة نقيضة”.

وأضاف المشارك في مسلسل “بابا علي” أن “الأهم هو طرح الأفلام (كولشي كيتمشا)، ومن هذا المنطلق لا يمكن فرض معطيات معينة على الجمهور، حيث من حق الجميع متابعة ما يريد من الإنتاجات”، مستنتجا صعوبة الدخول في سجال لإقناع هذه الأطراف بجدوى الفن وأهميته.

hespress.com