أعلنت منظّمة الصحّة العالميّة أنّ متحوّرة فيروس كورونا المكتشفة في الهند قد رُصِدت في عشرات الدول حول العالم، حيث رُصِدت في بيانات تسلسلٍ جينيّ جرى تضمينها في قاعدة بيانات 44 بلداً. كما صنّفت منظمة الصحة العالمية المتحوّرة الهندية بـ”المثيرة للقلق”.

يُذكر أن السلالات المتحوّرة انتشرت وارتبطت بفيروس كورونا الذي لا تزال الحكومات تتصدّى له عبر حملات التطعيم الواسعة، لكن السلالات المتحوّرة قد تكون أكثر مقاومة وأشدّ شراسة من الفيروس الأصلي.

لكن يبقى السؤال الأبرز.. لماذا تتحوّر السلالات؟

فبين الفيروس وسلالاته المتغيرة، انشغل العالم بمدى فعالية اللقاحات الموجودة حاليا ضد كورونا المتحورة.

كورونا الأصليةُ انتشرت عدواها حول العالم واستغرق العلماء وقتا طويلا بين الفيروس وسلالاته المتغيرة، انشغلَ العالم بمدى فعالية اللقاحات الموجودة حاليا ضد كورونا المتحورة.

كورونا الأصليةُ انتشرت عدواها حول العالم، واستغرق العلماء وقتا طويلا لمعرفة التركيبة الوراثية للفيروس وإيجاد لَقاحات مضادة له. ثم تحوَّر الفيروس إلى سلالات هندية وبرازيلية وبريطانية وجنوب إفريقية.. وكلُها أشدُّ فتكا.. وأشرسُ هجوما من الفيروس الأصلي.

حتى وصفت منظمةُ الصحة العالمية السلالة المتحورة الهندية بأنها “مقلقةٌ وتشكل خطرا جديدا”، إذ تشكلُ السيطرةُ على الأنواع الجينية للفيروس والحدُّ من انتشاره تحديا كبيرا.

ويُعتبر تحورُ الفيروسات صراعاً من أجل البقاء، فعندما يكتسب الإنسان مناعة من إصابة أو تطعيم، يصنع الفيروس نسخا من نفسه ليعيش وينتشر. وهنا يُصبح محصّنا ضد اللقاحات وقادرا على محاربة الأجسام المضادة، ما يجعل المتحوِّر أكثر عدوى وخطرا.

ولكن.. كيف تتحور السلالات الجديدة؟

يكمُن التحور بالتغيرات التي تطرأ على البروتين الموجود في الأشواك أوالنتوءات المحيطة بالفيروس، وهو الجزءُ الذي يلصقُ في خلايا جسم الإنسان ويصنعُ منها بيئةً للتكاثر. علميا فإن أحد هذه التحورات يُسمى N501Y وتتشارك فيه بعضُ السلالات، مع اختلافات بسيطة في الشفرة الجينية للسلالة البريطانية والجنوب إفريقية والبرازيلية والهندية.

ويبقى السؤال ما إذا كانت اللقاحاتُ المتاحة فعالة مع كل السلالات، وإن كانت هناك حاجةٌ لجُرعات مقوّية للتصدي لها.

وهذا سيساعد العلماء في تطوير لقاحاتهم الحالية لمحاربة التحورات التي تظهر مع الوقت.

alarabiya.net