يخوض أعضاء التيار المغربي الموري حملة افتراضية جديدة على مواقع التواصل الاجتماعي لرد الاعتبار للشخصيات الوطنية، بعد توالي تسميات فضاءات وشوارع بأسماء مشرقية بعيدة عن الفضاء الجغرافي والحس الوجداني للبلاد.
وحركة الموريين المغاربة التي خرجت للعلن خلال السنوات القليلة الماضية، واجتذبت مواطنين كثرا، تحاول استعراض جوانب مضيئة من التاريخ المغربي، وتطالب باستعادة الشخصية الوطنية الأصلية، لكن منتقديها يرون أن منطلقاتها يمينية ظرفية.
وأوردت الحركة أنها فوجئت بإزالة الأسماء القديمة التي كانت موجودة بالعديد من الشوارع والأزقة، وكانت تدعو للافتخار والاعتزاز، وتعويضها بتسميات لشخصيات تحمل أفكارا لا تتوافق إطلاقا مع القيم السمحة للمجتمع المغربي.
ورفض المصدر ذاته استيراد تسميات لشخصيات أجنبية تحمل أفكارا متطرفة، كما هو الحال مؤخرا بالنسبة لشارع متواجد بالحي العسكري بحي السويسي بالرباط، حيث تمت تسميته باسم أبو الأعلى المودودي، وهو شخصية باكستانية معروفة بأفكارها المتشددة.
وتساءلت الحركة عن هوية الجهات التي “تحاول تغييب الثقافة المحلية وتبخيس رموزها والسعي إلى طمس الهوية عبر تمجيد شخصيات أجنبية متطرفة، ونشر رموز التزمت والغلو بين الشباب عبر تسمية الأزقة والشوارع والأحياء بألقابها”؛ كما اعتبرت أن هذا يعتبر جرما في حق تاريخ المغرب، معلنة تحملها مسؤولية الدفاع اللامشروط عن إرث الأجداد وإنجازات الرموز في مختلف المجالات، “فاستيراد أسماء شخصيات وإطلاقها على شارع بحي السويسي إهانة لكل مغربي”.
وطالب “الموريون المغاربة” باسم البطل الشهيد الملازم الطيار ياسين البحثي، الذي تحل علينا هذه الأيام الذكرى السنوية لاستشهاده باليمن، تسمية للشارع، تكريما لروحه ولعائلته.
من جهته، قال عادل الأتراسي، رئيس مجلس مقاطعة السويسي بالرباط، إن ما راج حول تغيير أسماء شوارع وأزقة الحي العسكري لا أساس له من الصحة.
وأبرز الأتراسي، في بيان توضيحي توصلت به هسبريس، أن هذه التسميات تمت في تسعينيات القرن الماضي، وهي لشهداء عسكريين من القوات المسلحة الملكية والصحابة.
وكشف رئيس المقاطعة نفسه أن المجلس قام، خلال سنة 2018، باستبدال اللوحات القديمة مع الاحتفاظ بالتسميات دون تغيير.