مع قرب حلول ذكرى الأحداث الإرهابية التي شهدتها مدينة الدار البيضاء سنة 2003، دعا المرصد المغربي لنبذ الإرهاب والتطرف إلى تشكيل مجلس وطني للحماية من خطاب الكراهية والإرهاب والتطرف ونشر قيم التسامح والاختلاف.

واستحضر المرصد، في بيان أصدره بهذه المناسبة، “كل شهداء الإرهاب الأعمى”، موردا: “نقف ترحماً على كل من طالته يد الجبن والغدر أينما كان، ونسجل من جديد اعتزازنا بالأجهزة الأمنية الساهرة دون كلل وملل على حماية الوطن من الإرهاب، وحماية استقراره من كل آليات التدمير المتطرف”.

واعتبر المرصد أن “اعتراف العالم بعبقرية الجهاز الأمني المغربي في التصدي للإرهاب استباقياً وميدانياً ودولياً هو اعتراف للعبقرية المغربية، وتتويج للوطن كله، واعتراف بالمغرب كمرجع إستراتيجي مهم في أي شراكة إقليمية أو دولية للتصدي للإرهاب”.

وأكدت الهيئة المدنية أن “المغرب كما خرج من ضربة 16 ماي قوياً وأكثر التحاماً بجميع قواه وأطيافه، عليه أن يستثمر هذا الرصيد الوطني في ترسيخ التلاحم والتآزر لمواجهة الجائحة، بتأكيد الثقة في المؤسسات وتصريف ثقافة الأمل، وتجفيف الخطاب التيئيسي”.

ويرى المرصد أن هناك ضرورة لـ”حماية المجتمع من الآثار السلبية للوباء، باعتماد منظومة تضامنية واضحة المدخلات والمخرجات، وحماية الأسر من الفقر والعوز، باعتماد سياسة اجتماعية شاملة، وضمان الكرامة في العيش والصحة والتعليم، لسد الأبواب على خطاب الكراهية والتوظيف الإرهابي للفقر والجهل واليأس”.

ودعا البيان في هذا الصدد إلى عقد “شراكة عاجلة بين المؤسسات العمومية والخاصة والمجتمع المدني على أرضية برامج واضحة الأهداف، وتشكيل مجلس وطني للحماية من خطاب الكراهية والإرهاب والتطرف، ونشر قيم التسامح والاختلاف وبلورة السياسة العمومية في مجال مواجهة التطرف”.

وجاء ضمن مقترحات المرصد أيضاً “دعم القدرة الشرائية للأسر وحمايتها اجتماعياً من خطاب التجنيد الإرهابي، ومحاربة الفقر والبطالة بسن سياسة اجتماعية كأولوية في البرامج الحكومية، من شأنها تطويق التطرف في مشاتله، ودعم الأجهزة الأمنية اعترافا بمجهوداتها وعطاءاتها”.

وعلاقة بالانتخابات المقبلة، حذر المرصد مما “يمكن أن يترتب عن تمييع اللعبة الديمقراطية، وما يمكن أن يشكله الفساد الانتخابي المؤسس على الاستمالة بالمال وما شابهه من خطورة على الشباب ونفسيتهم، من ترسيخ لليأس وفقدان الثقة في المسلسل الانتخابي”.

وتوجه المرصد أيضا إلى الأحزاب السياسية بـ”ضرورة تجويد عرضها الانتخابي، والتواصل مع المجتمع والرقي بالنقاش السياسي، مستحضرة المصالح العليا للبلاد”، معتبراً أن المغرب “يعيش زمناً سياسياً مفصلياً، يتطلب إعادة الثقة للشباب في الممارسة السياسية، عبر إشراكهم ودمجهم واستحضار قضاياهم”.

وكانت مدينة الدار البيضاء عاشت في 16 ماي من سنة 2003 تفجيرات إرهابية سقط بسببها عدد من الضحايا والجرحى، واعتقل العديد من المتورطين من السلفيين. ودأبت عدد من الجمعيات المدنية على إحياء هذه الذكرى سنوياً.

hespress.com