محتفظة بسلوك اجتماعي يناسب الوضع الاعتيادي، تشهد مدن مغربية عديدة احتفالا عاديا بطقوس أيام عيد الفطر لا يستحضر الإجراءات والتدابير الوقائية المتخذة في إطار خطة المغرب لوقف زحف فيروس كورونا وتفادي أي موجة محتملة.

وعاينت جريدة هسبريس في مدن الرباط وسلا وأكادير والدار البيضاء أجواء عيد عادية، طابعها ازدحام الشريط الساحلي بالمواطنين، وارتياد المقاهي دون إجراء التباعد، مع غياب الكمامات أحيانا عن أوجه المارة بالشوارع.

ومعروف أنّ غالبية المغاربة فضّلوا الانتقال من مدن المركز صوب البوادي والحواضر البعيدة للاحتفال بعيد الفطر؛ وهو ما قد يفرز بروز بؤر عائلية، بعد أن ظلّت هذه المناطق في منأى عن الفيروس لأيام عديدة، وفق إحصائيات وزارة الصحة.

ويعيد الارتباك الحاصل صورة عيد الأضحى الماضي إلى الأذهان، بعد تسبب حالة التراخي الجماعي في ظهور بؤر جديدة وتفشي الفيروس في كل جهات المغرب، لتعود بذلك المنظومة الصحية حينها إلى نقطة الصفر ووضع أكثر سوءا.

ياسين أمناي، أستاذ باحث في علم النفس الاجتماعي، قال إن “التجمعات الحالية تحلينا إلى فترة ما قبل الوباء، حيث لم يستطع المغاربة التزام السلوكيات الجديدة المرتبطة بالتباعد الاجتماعي والتعقيم وارتداء الكمامات الواقية”.

وأضاف أمناي، في تصريح لهسبريس، أن “الإنسان اجتماعي بطبيعته وتتجذر فيه عناصر التفاعل، من تقارب ولمس، وهذا ما يفسر تجاوز الإجراءات وعدم حصول التباعد، والمنطلق الأول هنا هو الأسرة”.

وأوضح الباحث المغربي أن “مباركة الأعياد في الذهنية المغربية تشكل عائقا كبيرا أمام التدابير؛ إذ يعتقد الناس أن مباركتهم لن تكتمل دون القبل واللمس والعناق”، منبها إلى كون هذا الأمر يولد بؤرا وبائية وسلالات جديدة.

وكتفسير للأمر كذلك، يرى أمناي أن “ذاكرة المغاربة قصيرة في علاقتها بالتدابير الوقائية وكذلك الإصابات المرتفعة”، موردا: “إلى وقت قريب يتذكر الجميع حالة من الهلع بسبب كثرة المصابين، لكن بمرور قليل من الوقت تعود الأمور إلى سابق عهدها”.

hespress.com