على إيقاع “الشعب يريد إسقاط التطبيع”، انتهت الوقفة التضامنية مع الشعب الفلسطيني، التي دعت إليها الجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع، والتي شهدت حضور مختلف الحساسيات المجتمعية، من يساريين وإسلاميين.

وانطلقت الوقفة التضامنية، التي أقيمت في الساحة المقابلة للبرلمان، بترديد شعارات مدينة للعدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين، وإدانة الموقف الرسمي للدول العربية إزاء ما يتعرض له قطاع غزة من قصف إسرائيلي أسفر عن استشهاد أزيد من 180 فلسطينيا.

وهتف المشاركون في الوقفة التضامنية بشعارات مثل: “إدانة شعبية للأنظمة العربية”، “قولو لتجار السلام فلسطين عربية.. لا تفاوض لا استسلام، لا حلول استسلامية”، “الشعوب تقاوم.. الأنظمة تساوم”.

وخطط منظمو الوقفة التضامنية لخوض مسيرة بشارع محمد الخامس، غير أن قوات الأمن حالت دون ذلك، حيث أقيم حاجز أمني بشري عند منتصف الشارع، في اتجاه ساحة باب الحد، ليعود المحتجون إلى المكان الذي انطلقت منه المسيرة قبالة البرلمان على إيقاع شعار: “واك واك على شوهة.. سلمية وقمعتوها”.

وعمد المحتجون، بعد كلمة مقتضبة باسم الجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع، إلى إحراق العلم الإسرائيلي، وسط هتافات بـ”الموت لإسرائيل، عدوة الشعوب، مثيرة الحروب”.

وفي تصريح لهسبريس، قال عبد الرحيم الشيخي، رئيس حركة التوحيد والإصلاح، إن التفاعل المكثف للمغاربة إزاء العدوان الذي تشنه إسرائيل على قطاع غزة، وقبله ما تعرض له القدس، من خلال الوقفات التضامنية الكثيرة، يعبّر عن نبض الشارع المغربي المساند دوما للقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني.

وأضاف الشيخي أن الشعب المغربي يَعتبر القضية الفلسطينية قضية وطنية، وأن الوقفات التضامنية المتزامنة التي تشهدها مختلف المدن المغربي تأكيد على رفض الشعب المغربي للاحتلال أيا كان، “خاصة الاحتلال الصهيوني للقدس والأقصى وكافة الأراضي الفلسطينية، ورفضه للتطبيع ولكل الاتفاقات التي من شأنها أن تضر بالقضية الفلسطينية وبالشعب الفلسطيني وبالمصالح الوطنية والدولة والمجتمع المغربيين”.

وجوابا عن سؤال بخصوص التعاطي الرسمي مع التصعيد الإسرائيلي، قال الشيخي: “كانت هناك بعض الخطوات على المستوى الرسمي، لكن يُنتظر من المغرب، بمواقفه التاريخية وبرئاسته للجنة القدس، أن يقدم مواقف كبرى وفاء لالتزاماته تجاه القضية الفلسطينية”.

من جهته، قال مصطفى المعتصم، أمين عام حزب البديل الحضاري، “نحن في مرحلة الفصل. الشعب الفلسطيني يقتّل. الشعب الفلسطيني محاصر، وتُذبح قضيته، والقدس في خطر، وعلى المسؤولين المغاربة إما أن يتخذوا القرار بالانحياز الكلي للشعب الفلسطيني، وقطع العلاقات مع الكيان الصهيوني وطرد سفيره، أو أن يتحملوا مسؤولية اختياراتهم التي لا يمكن للشعب المغربي أن يتوافق معها”.

وردا على سؤال حول مدى احتمال مراجعة المغرب لقرار استئناف علاقاته مع إسرائيل، قال المعتصم: “الذي جرّ المغرب لتطبيع علاقاته مع إسرائيل مقابل الصحراء، يطلب منه اليوم أن يتدخل لصالح الفلسطينيين. للأسف الشديد، انحياز المغرب للصهاينة أفقده القدرة على لعب الدور الذي كان يلعبه منذ برزت القضية الفلسطينية”.

hespress.com