تراجع المكتب المديري لنادي الكوكب المراكشي لكرة القدم، اليوم الثلاثاء، عن مقاطعة خوض مقابلته ضد الاتحاد الزموري للخميسات، التي قررت العصبة الوطنية لكرة القدم الاحترافية إعادة برمجتها عن الدورة 22 من البطولة الاحترافية.

واتخذ هذا القرار بعدما توصل المكتب المديري للكوكب المراكشي، اليوم الثلاثاء، من الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم برسالة، تتوفر عليها هسبريس، جاء فيها: “نؤكد لسيادتكم إجراء المقابلة سالفة الذكر بمراكش، على الساعة السابعة مساء”.

وكانت إدارة فارس النخيل راسلت، الاثنين، الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، على إثر توصلها من العصبة الوطنية لكرة القدم بقرار يقضي بإعادة برمجة هذه المقابلة.

وجاء قرار العصبة الوطنية لكرة القدم، القاضي بإعادة برمجة هذه المباراة التي كانت ستجرى يوم الأحد الماضي، بعدما تبين لها أن الوثائق التي قدمت من طرف الفريق الزائر، تؤكد خلو جميع عناصر البعثة الرياضية من الإصابة بفيروس كورونا المستجد، وأن التحاليل أجريت 48 ساعة قبل تاريخ المباراة، مرجعة عدم الحصول عليها إلى تزامن ذلك مع أيام الإجازة بالنسبة لمختبر التحليلات وعيد الفطر.

واستجاب نادي الكوكب المراكشي لقرار جامعة الكرة مكرها، تقول مصادر هسبريس التي طلبت عدم الكشف عن هويتها؛ فالفريق الذي يعاني من مشكل الترتيب خلال البطولة الحالية في غنى عن تهديده بحرمانه من نقطة هذه المقابلة، وفق المصادر ذاتها التي اعتبرت “ما يمارس على الفريق ظلما تعاني منه الكرة الوطنية إفريقيا، لكنه يمارس داخل الوطن”.

وأضافت المصادر قائلة: “لجأنا إلى الجامعة لحمايتنا من قرار العصبة، لكننا فوجئنا بكون القاضي حكم وخصم في الآن نفسه”، كاشفة أن الكوكب المراكشي هُدِّد أيضا بعقوبات أخرى، وعابت “ازدواجية المهام، ما يجعل الحقوق والعدالة تضيع أمام مصالح فرق يمثلها رؤساؤها في المكتب الجامعي الذي يسبح بعض أعضائه ضد تدبير فوزي لقجع”.

وأثار قرار العصبة الوطنية والجامعة المغربية لكرة القدم تذمرا واستغرابا كبيرين في صفوف المكتب المديري لفارس النخيل والجماهير المساندة له والمتتبعين للشأن الرياضي، الذين أجمعوا على أن إعادة برمجة مباراة الكوكب والاتحاد الزموري للخميسات تمت خارج الضوابط القانونية، وتعتبر خرقا سافرا لدورية رئيس الجامعة التي تتماشى والتدابير الوقائية من فيروس كورونا.

مصطفى مندخ، متخصص في الشأن الرياضي بمراكش، أوضح أن قرار العصبة الاحترافية يفرض على نادي الكوكب المراكشي الاحتجاج للمطالبة بنقاط المقابلة بقوة القانون 44/39 الذي تم تطبيقه في مقابلة مولودية مراكش وشباب هوارة.

وقال مندخ في تصريح لهسبريس إن “التحضير لأي مقابلة يحتاج إلى مجهود بدني وتقني ومادي، ليكون الفريق مستعدا لخوضها، وهذا الأمر يصعب القيام به في 24 ساعة”، مضيفا أن “هذا القرار سيفتح الباب أمام التأويلات باستغلال القانون من طرف رئيس فريق الاتحاد الزموري للخميسات، الذي يشغل في الآن نفسه رئاسة اللجنة القانونية بالجامعة الملكية المغربية لكرة القدم”.

وذكّر مصطفى مندخ بوجود مراسلة لجامعة الكرة لا تسمح بإعادة المقابلة إذا ارتبط الإلغاء بوباء “كوفيد-19″، سواء تعلق الأمر بالفحص أو صعوبة التنقل بين المدن، ومنح الطرف الحاضر الفوز في المقابلة بثنائية نظيفة، مؤكدا ضرورة لجوء المكتب المديري لفارس النخيل إلى “الفيفا” للمطالبة بحقه.

وعبر عبد الحليم يحيى، الكاتب العام لجمعية الأوفياء لنادي الكوكب المراكشي، عن استغراب جمهور فارس النخيل هذا القرار، وتساءل عن أسباب نزوله رغم أن القانون يفرض على الفريق الزائر أن يحضر نتائج تحاليل “كوفيد-19” 48 ساعة قبل المقابلة.

وفي تصريح لهسبريس، قال يحيى إن “قرار إعادة برمجة المباراة بني على سبب غير معقول بالمرة، حيث لم يقدم مسؤولو الخميسات أي مبرر مقنع يستدعي ذلك، وقد تم في وقت قياسي، الأمر الذي يطرح أكثر من علامة استفهام”، وتساءل إن كان هذا القرار سيتخذ في حالة مقابلة لنادي الكوكب المراكشي ضد فريق آخر غير الاتحاد الزموري للخميسات.

عبد الوارث أبعلال، إعلامي متتبع لشأن الكوكب المراكشي، قال من جهته لهسبريس إن “جميع الفعاليات الرياضية بمدينة مراكش استغربت مضمون البلاغ الصادر عن العصبة الاحترافية لكرة القدم، الذي لا يتضمن جوابا شافيا حول قرار إعادة إجراء المباراة”.

وأضاف أبعلال أن “الخطأ الإداري يجب أن تتحمل مسؤوليته إدارة فريق الاتحاد الزموري للخميسات، التي قدمت إلى مراكش بدون ورقة تثبت إجراء مكونات النادي للمسحة الطبية الخاصة بالكشف عن وباء كورونا التي يلزم على النوادي التوفر عليها لخوض المباريات، وفي حال عدم توفر فريق ما عليها، يصبح بقوة القانون منهزما بهدفين دون مقابل”.

وإذا كانت العصبة الوطنية طبقت القانون في مقابلات سابقة، كتلك التي جمعت بالمدينة الحمراء فريق مولودية مراكش بشباب هوارة، فإنها غضت الطرف عن ذلك في مواجهة الكوكب والفريق الزموري، لأسباب لا يعرفها سوى من قرر إعادة إجراء المقابلة.

وكانت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم قد أوجبت في وقت سابق الإدلاء قبل أي لقاء بنتائج المسحة الطبية المتعلقة بـ”كوفيد-19″، كأحد الإجراءات الاحترازية المتخذة بخصوص البطولة الوطنية الاحترافية للموسم الرياضي 2020-2021 للحد من انتشار الوباء.

hespress.com