مع بداية فصل الصيف، ترتفع وتيرة اندلاع الحرائق بواحات درعة تافيلالت بفعل “الرياح الساخنة” التي تسرّع رقعة انتشارها، ما يؤدي إلى ضياع المحاصيل الزراعية للفلاحين الصغار الذين يشكون تأثيرات تلك الحوادث على المنظومة الإيكولوجية.

ودخلت مجموعة من الجمعيات المدنية على خط الموضوع، من خلال إطلاق حملات تحسيسية تروم الحد من أعداد الحرائق المندلعة كل سنة، خاصة أن الواحة تشكل إرثا ماديا ورمزيا لسكان مناطق الجنوب الشرقي المتشبثين بنمط العيش التقليدي في البوادي.

وتندرج جمعية أصدقاء البيئة بزاكورة ضمن الجمعيات النشطة في مجال التوعية بمخاطر الحرائق، حيث تنظم حملة تحسيسية تحت شعار “ما تحرقش نخل بلادي”، تدعو السكان من خلالها إلى تفادي مجموعة من السلوكيات البشرية التي تساهم في إشعال الحرائق.

وأفادت الجمعية سالفة الذكر بأن واحات درعة تمتد على مساحة تقدر بـ26 ألف هكتار، وعلى طول 200 كيلومتر بين أكدز والمحاميد، فيما يبلغ عدد أشجار النخيل 1.4 مليون نخلة، مؤكدة الأدوار الاقتصادية والاجتماعية التي تضطلع بها الواحات.

وقال جمال أقشباب، رئيس جمعية أصدقاء البيئة بزاكورة، إن “الحرائق تزايدت أعدادها بشكل مهول في السنوات الأخيرة، مخلّفة خسائر فادحة نظرا إلى الأدوار الاقتصادية والاجتماعية والبيئية التي تضطلع بها أشجار النخيل”، مبرزا أن “السبب المباشر يتعلق ببعض السلوكيات البشرية غير المقصودة”.

وأضاف أقشباب، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “السبب غير المباشر يرتبط بالإهمال الذي يطال الواحات، اعتبارا للتغيرات المناخية التي أرخت بظلالها على الجهة، وهو ما تجسد في سنوات الجفاف التي أثرت بالسلب على الفرشة المائية الباطنية”.

وأكد المتحدث أن “شروط الحرائق باتت متوفرة في الواحات اليابسة، الأمر الذي يتطلب تدخل السلطات المحلية على أرض الواقع عوض الاكتفاء بالاجتماعات الماراطونية التي يفرضها تحدي الحرائق، إلى جانب ضعف المقاربة الاستباقية”.

وتابع المصدر عينه قائلا: “بلغ عدد أشجار النخيل المحترقة أزيد من 6000 خلال السنة الفارطة بمنطقة زاكورة، ما يتطلب البحث عن سياسات ناجعة في المستقبل القريب”، ليخلص إلى أن “الجمعيات تقوم بأدوارها التحسيسية كل سنة، غير أن التدخلات الرسمية تبقى غير كافية”.

hespress.com