الجمعة 24 أبريل 2020 – 09:32
أطلق فنانون تشكيليون بمدينة فاس، مبادرة إبداعية للمساهمة في كبح تفشي فيروس “كورونا” المستجد، برسم جداريات بمقاطعة سايس. كما انخرطوا، من خلالها، في الحملة التحسيسية بأهمية الالتزام بالتدابير والإجراءات المعتمدة في مواجهة الوباء، فضلا عن إلهابها لحماس المتواجدين في الصفوف الأمامية بهذه الحرب، وشكرهم على تضحياتهم الجسام.
وتزين عدد من شوارع مقاطعة سايس بمدينة فاس، التي دعم مجلسها المحلي هذه المبادرة، بلوحات عملاقة رسمها فنانون تشكيليون محترفون بأهم شوارع المقاطعة، مثل شارع مولاي رشيد وشارع السلام، فضلا عن حي عوينات الحجاج الذي يعرف كثافة سكانية مرتفعة.
“هي مبادرة مشتركة بين مجلس مقاطعة سايس ومجموعة من الفنانين التشكيلين المعروفين بالمقاطعة، منهم الرسام أمين المطحن الذي رسم جدارية معبرة بشارع مولاي رشيد، تحسس الناس بكيفية الاحتياط من وباء “كورونا” الشرس”، تقول خديجة فصيح، نائبة رئيس مجلس مقاطعة سايس، في تصريحها لهسبريس.
متحدثة الجريدة أوضحت أن الجداريات وُزعت على الملحقات الإدارية الست بالمقاطعة، مشيرة إلى أنه خُصصت جدارية لشارع السلام بحي النرجس موضوعها الاعتراف بالجميل لمن وصفتهم بأبطال المرحلة، الذين يوجدون في الصفوف الأمامية في الحرب على وباء كورونا.
وأضافت متحدثة هسبريس موضحة: “اختيار الجداريات ركز في البداية على الممرات الاستراتيجية وحي عوينات الحجاج. كما سيتم رسم جدارية أخرى بسور المستشفى الجامعي، للتعبير عن التضامن مع المرضى وتقديم التحية للذين يتماثلون للشفاء”.
فصيح أكدت أن هذه المبادرة، التي تروم رسم خمس جداريات، لقيت استحسانا وتفاعلا إيجابيا من طرف الساكنة والمارة، مبرزة أن هذه اللوحات تدخل في إطار المبادرات البيئية والتحسيسية التي تقوم بها مقاطعة سايس، للتوعية بأهمية الحجر الصحي وضرورة الالتزام بالإجراءات الاحترازية التي سطرتها الدولة.
“نحن نكمل الاستراتيجية الوطنية في مواجهة كورونا، وكمسؤولين محليين وفاعلين جمعويين وفنانين وأطر المقاطعة، نتمّ ذلك الدور بإجراءات محلية من شأنها الرفع من الحس الوطني عند الناس، لكي نتمكن، بتعاوننا، من القضاء على هذا الوباء”، تردف المتحدثة ذاتها.
من جانبه، أبرز الفنان التشكيلي عماد عمور، أحد المنخرطين في هذه المبادرة، أن الفن التشكيلي لم يعد محبوسا في الفضاءات الداخلية والمنازل والمعارض، موضحا أن فن الشارع أصبح حقلا للفنان التشكيلي لإيصال رسالته إلى عدد أكبر من الناس.
“لقد أصبح الشارع يشكل معرضا مفتوحا، إذ يمكن من خلاله إيصال رسالة هذه المرحلة إلى فئة عريضة من الجمهور، وبطريقة فنية مبسطة يفهمها الكبير والصغير”، بتعبير متحدث هسبريس.