اختتمت فعاليات الملتقى الوطني للجغرافيين الشباب، الذي نظمته جمعية المنتدى الوطني للجغرافيين الشباب، بتعاون مع كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالمحمدية، ومختبر دينامية المجالات والمجتمعات، الملتقى الوطني السابع للجغرافيين الشباب حول موضوع: “حماية وتثمين المنتجات المجالية الوطنية ورهانات تدبير الأزمات في عالم متحول”، بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالمحمدية، “عن بعد”.
وشارك في هذا الملتقى أكثر من 70 متدخلا، من أساتذة باحثين وطلبة سلك الدكتوراه من مختلف الجامعات المغربية. وبلغ عدد جلسات الملتقى الوطني السابع للجغرافيين الشباب 09 جلسات علمية، إضافة الى الجلستين الافتتاحية والختامية.
وأوصى المشاركون في ختام الملتقى بوجوب تكليف عدد من الأساتذة في الملتقيات المقبلة لمتابعة ومواكبة الباحثات والباحثين، حسب التخصصات (أرياف، مدن، جيومرفولوجيا…)، لتوجيههم، من أجل تجويد العروض والبحث العلمي والتربوي والتكويني، وبضرورة الاهتمام بمقاربة النوع في إطار البرامج التنموية، والعمل على إدماج المرأة في قطاع الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، وإعطاء الأهمية اللازمة للعنصر البشري في البرامج التنموية، مع ضرورة انخراط جميع الفاعلين المحليين والباحثين من مختلف التخصصات للتقليص من التحديات المطروحة في إطار العمل التعاوني، وتسهيل المساطر الإدارية من أجل الاستجابة لحاجيات الصناع التقليديين، وتقديم القروض للوحدات والمقاولات ضعيفة الدخل.
كما تمت الدعوة إلى دعم الفلاحين الصغار وتمكينهم من عرض منتوجاتهم، وفق متطلبات السوق الوطنية، والانخراط في عملية تحسيس الفاعلين المنخرطين في سلسلة التثمين، من خلال الممارسة الجيدة في الحفاظ على مخزون المنتوجات، وتشجيع المسؤولين المحليين على الاستثمار، وإعداد مشاريع أبناك ذات طابع اجتماعي، وتحديد أهمية الأمن الغذائي ضمن السياسات العمومية المغربية، ووضع استراتيجية واضحة لضمان الأمن الغذائي بالمغرب، وإعادة مراجعة خريطة المزروعات المغربية لتحقيق الأمن الغذائي المغربي.
ونادى المشاركون بوجوب تشجيع تأسيس التنظيمات المهنية المحلية لمضاعفة الناتج الوطني الخام، والعمل على مواجهة التهديدات الوبائية لسلاسل الإنتاج المحلية مثل “زراعة الصبار”، واعتماد المقاربة التشاركية، عن طريق إشراك جميع الفاعلين، من ساكنة محلية وتعاونيات ومنتخبين، في بلورة رؤية تنموية من شأنها ضمان استدامة الموارد الطبيعية وتطوير قدراتها التنافسية، وكذلك تحقيق العدالة الاجتماعية واحترام البيئة، والنهوض بالقطاع الفلاحي، من خلال تعزيز صناعة فلاحية قادرة على استيعاب المنتجات المحلية بأثمنة مشجعة للفلاحين، وتشجيع عملية مواكبة مسار المنتجات، من مرحلة الغرس إلى الجني والإنتاج ثم التسويق.
وأوصى الملتئمون في الملتقى بضرورة تعميم التقنيات الجديدة على الوحدات الإنتاجية، بالإضافة إلى تكثيف التكوين في مجالات الإنتاج والترويج والتسويق، وإحداث قرية للصناعة التقليدية تضم متاحف ومعارض للتعاونيات والوداديات، وإحداث وحدات صناعية لجميع الحرف التي في طريقها إلى الانقراض، بهدف تثمينها وتطويرها والحفاظ عليها، ومنح تحفيزات للصناع التقليديين، وتشجيع المنتجات المحلية، وتوفير قاعدة بيانات جغرافية دقيقة عن المساحات المزروعة وأنواع المنتجات حتى يتسنى الإنتاج حسب حاجة الأسواق المحلية والدولية.
وطالب المشاركون من خلال التوصيات بالعمل على إثراء العرض السياحي، باعتبار التراث الثقافي مصدرا رئيسا من مصادر الجذب السياحي، وتشجيع الحرف التقليدية على الاستمرار أكثر، عن طريق استغلال اللقاءات والمناسبات الثقافية، ودعم العمل الجماعي التطوعي التضامني بين الأفراد من أجل كسب رهانات استمرار مجموعة من الأنظمة التقليدية التي كانت سائدة في الماضي، وجعل مستقبل الواحات في صميم السياسات العمومية الجادة، والمبادرة إلى خلق مؤسسات تنموية للنهوض بأوضاع الواحات، وخلق تناغم وانسجام بين مختلف المؤسسات الفاعلة في الحفاظ على التراث المعماري.
وختم الجغرافيون الشباب توصياتهم باعتبار الحفاظ على التراث حقا وواجبا أخلاقيا أمام الإنسانية جمعاء، والعمل على التحسيس بأن التراث ملك للجميع وعلى الجميع الإسهام في الحفاظ عليه، واتخاد تدابير استعجالية للحفاظ على التراث المادي واللامادي، واعتبار التراث فاعلا أساسيا في عملية التنمية المحلية والجهوية، مع ضرورة الاستثمار في الفلاحة الايكولوجية من أجل الحفاظ على جودة المنتوجات المجالية، وتقاسم التجارب المهنية مع مختلف المتدخلين في كل القطاعات، وتنويع الأنشطة الاقتصادية بالمناطق الجبلية.