عقب الجدل الذي رافق الوضع الصحي للصحافي سليمان الريسوني، المعتقل احتياطيا منذ سنة والمضرب عن الطعام لمدة تقارب خمسين يوما، حسمت زوجته خلود المختاري الأمر بعد زيارتها له.

وأكدت خلود المختاري أن سليمان الريسوني فقد الكثير من وزنه وعينيه تظلان شاردتين، مسجلة في الآن نفسه تمسّكَه بإضرابه عن الطعام، لأنه “لا يملك وسيلة يحتج بها على الظلم الذي طاله؛ فلا قلم ولا أوراق ولا حرية يدافع بها عن نفسه”.

وأضافت المختاري أن زوجها ودعها قائلا: “سأخرج من السجن إلى المقبرة مرتاحا، سنلتقي أنا وهاشم (ابنه الرضيع) وأنت هناك”.

يأتي هذا بعد دعوات حقوقية لإنقاذ حياة سليمان الريسوني ومتابعته في حالة سراح هو والصحافي عمر الراضي، وهو مطلب كانت آخر محطاته يوم أمس الثلاثاء، حيث جدد حقوقيون المطالبة بحرية الصحافيين المعتقلين احتياطيا، في وقفة احتجاجية بشارع محمد الخامس بالرباط منعتها السلطات.

وفي مواجهة الدعوات التي تدق ناقوس الخطر حول الوضع الصحي للريسوني، قالت المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج إنها قد نقلته إلى “المستشفى الجامعي ابن رشد، حيث استفاد من مجموعة من الفحوصات الطبية وأجريت له تحاليل مخبرية، تبين من خلالها أن حالته الصحية عادية”.

وفي تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، قالت خلود المختاري، زوجة الصحافي المعتقل سليمان الريسوني، إن لها “مطلبا واحدا”، وهو أن “يخرج لنا التامك (مندوب السجون) فيديو لسليمان الريسوني، كما سُرِّبَ من قبل شريط للمعتقل ناصر الزفزافي وهو عار، لنرى الوضع الصحي العادي الذي تحدث عنه”.

تجدر الإشارة إلى أن أكاديميين ومثقفين وحقوقيين مغاربة بارزين قد ناشدوا سليمان الريسوني وقف إضرابه عن الطعام، وطالبوا بإطلاق سراحه هو والصحافي عمر الراضي، الذي كان مضربا بدوره عن الطعام قبل المضاعفات التي عرفها وضعه الصحي.

ومن بين الأسماء الموقعة على هذه “المناشدة”، الأكاديمي نور الدين أفاية، والمؤرخ الناطق الرسمي السابق باسم القصر الملكي حسن أوريد، والأنثروبولوجي عبد الله حمودي، والاقتصادي نجيب أقصبي، والأكاديمي عمر إحرشان، والقياديون السياسيون محمد الساسي، إسماعيل العلوي، امحمد الخليفة، ونبيلة منيب.

كما سبق أن دعت أسماء مغربية بارزة إلى إطلاق سراح سليمان الريسوني وعمر الراضي، وتمكينهما من ضمانات المحاكمة العادلة، في نداء من بين الموقعين عليه محمد الطوزي وحسن رشيق وإدريس كسيكس، أعضاء اللجنة التي كلفها الملك محمد السادس بصياغة تصور النموذج التنموي الجديد.

وفي الأسبوع الجاري، عمم القيادي اليساري بنسعيد آيت يدّر رسالة يناشد فيها الصحافي سليمان الريسوني وقف إضرابه عن الطعام، قائلا إن “أطيافا واسعة من الوطن تتفهم وضعك ومطالبك وحقوقك، ولكنها تريدك حيا لتمارس تلك الحقوق التي لا معنى لها بعدك”، مضيفا: “أرى في استمرار حياتك، وحياتك رفاقك، استمرارا لشرارة الأمل التي نسعى معا ودوما إلى إشعالها من أجل المستقبل”.

hespress.com