وجهت مواطنة مغربية تقيم في فرنسا رسالة إلى الملك محمد السادس، تطلب من خلالها التدخل لرفع “الحيف” ضد زوجها، المعتقل بسجن “عكاشة”، بناء على شكاية تقدم بها البرلماني سعيد الزايدي.

واتهمت المواطنة المذكورة، في رسالة تظلم توصلت بها جريدة هسبريس الإلكترونية، برلماني التقدم والاشتراكية، نجل الراحل أحمد الزايدي، بالوقوف وراء إيداع زوجها السجن، بعد اتهامه بسرقة مبلغ 76 مليون سنتيم من شقته بجماعة الشراط.

وأوضحت صاحبة التظلم أن زوجها إبراهيم بلغازي، الذي كانت تربطه علاقة صداقة بالبرلماني المذكور، إذ كان الأخير يتردد عليه بالديار الفرنسية، لحقه “حيف وظلم وتسلط” من طرف الزايدي.

وأردفت الزوجة بأن زوجها “له شعبية لدى سكان المنطقة ومصداقية، بحيث أصبح يشكل خطرا على سعيد الزايدي، رئيس جماعة الشراط، والبرلماني عن حزب التقدم والاشتراكية بالدائرة الانتخابية بن سليمان، ظنا منه أن إبراهيم بلغازي سيترشح للانتخابات المقبلة، خصوصا أن سكان الشراط يطلبون منه الترشح”.

وجعل هذا الوضع، تضيف الرسالة، سعيد الزايدي “يفكر في حبك حيلة تبعد الزوج عن الترشح، وذلك بادعائه أن شقته الكائنة بإقامة بيلا فيسطا بواد الشراط تعرضت للسرقة، وتم الاستيلاء من داخلها على مبلغ مالي قدره 76 مليون سنتيم (سبعمائة وستون ألف درهم)، فتقدم بشكاية لدى الدرك الملكي ببوزنيقة متهما بلغازي بأنه وراء تلك السرقة”.

وحسب المصدر نفسه فإن عناصر الدرك الملكي قامت بالبحث في الموضوع، ولم يسفر عن أي دليل يؤكد قيام بلغازي بالجريمة..”بل كل ما هنالك أن التهمة كيدية هدفها إبعاد زوجي عن الترشح في الانتخابات”، تردف المشتكية.

وأوضحت صاحبة التظلم أن تحقيقات الدرك الملكي لم تسفر عن أي دليل يفيد ارتكاب زوجها للسرقة، ليقرر الوكيل العام لدى محكمة الاستئناف بالبيضاء إحالته على درك المدينة لتعميق البحث، مشيرة إلى أن هذا يدل على أن البرلماني له معارف ونفوذ.

وأضافت المشتكية أنه في فاتح رمضان حضر زوجها للاستماع إليه من لدن قاضي التحقيق، ليأمر الأخير باعتقاله، مستغربة ظهور شاهدين جديدين فجأة لم يسبق الاستماع لهما من لدن درك بوزنيقة طوال سنتين من التحقيق.

وأعربت المواطنة ذات الجنسية الفرنسية عن أملها في تدخل الملك محمد السادس، لإعطاء أوامره برفع الحيف عن زوجها بلغازي المتواجد بسجن “عكاشة”.

من جهته، أكد البرلماني سعيد الزايدي، الذي يشغل رئيسا لجماعة الشراط بإقليم بنسليمان، أن المعني بالأمر متهم بسرقة مبلغ مالي يصل إلى 76 مليون سنتيم من منزله.

وقال الزايدي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إن زوج صاحبة الشكاية المتواجد رهن الاعتقال بسجن “عكاشة” بالدار البيضاء كان صديقا له منذ ما يقارب عشرين سنة، وزاد: “كنا نتبادل الزيارات حين مقامه في فرنسا، وبعد دخوله في ضائقة وعودته إلى المغرب استقر بمنزلي لمدة سنتين ونصف”.

وأردف المتحدث نفسه بأن المعني بالأمر كان على علم بوضعه مبلغا ماليا يقدر بـ76 مليون سنتيم بالمنزل، “قصد تسليمه لمقاول قام ببناء منزل للأسرة” وزاد: “استغل غياب الخادمة حتى يذهب تفكيري إلى كونها من قامت بالسرقة”.

وشدد رئيس جماعة الشراط على أن الدرك الملكي خلال تحقيقه في القضية كان يرغب في توقيف المعني، وزاد مستدركا: “بيد أني رفضت ذلك لأني كنت أعتبر أنه لا يمكن أن يقوم بهذا العمل”، مضيفا: “فور ذلك قام بمغادرة البلاد، واتصل بي للتراجع عن الشكاية بالسرقة مقابل منحي هكتارين من إحدى الأراضي”.

وأوضح البرلماني عن حزب التقدم والاشتراكية أن المتهم بعد عودته جرى توقيفه وإحالته على الوكيل العام للملك بالدار البيضاء، الذي قرر متابعته وإحالته على قاضي التحقيق الذي أمر بمتابعته في حالة اعتقال.

وتابع المتحدث نفسه: “لو لم يقم بشيء كما تدعي زوجته لتمت تبرئته من لدن النيابة العامة ولم تسطر في حقه المتابعة ولجرى حفظ الملف”.

وينتظر أن تبت محكمة الاستئناف بالدار البيضاء، الأربعاء المقبل، في طلب السراح لفائدة المتهم بلغازي، الذي تقدم به المحامي محمد الحسيني كروط الذي انتدبته الزوجة للترافع في هذه القضية.

hespress.com