قال أحمد بوجداد، أستاذ العلوم السياسية بكلية الحقوق أكدال بالرباط، إن الأزمة الحالية التي ترخي بظلالها على العلاقات المغربية الإسبانية، هي تجلّ من تجليات عدم الاستقرار المؤسساتي الذي تعاني منه إسبانيا، وعدم تخلص النخبة الإسبانية، خاصة اليمين المتطرف، إلى حد الآن من “الإرث الفاشستي” ونظرية المحافظين الجدد.

واعتبر بوجداد في مداخلة ضمن مائدة مستدرة نظمها الجمعية المغربية للعلوم السياسية بشراكة مع كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية أكدال بالرباط، في موضوع “العلاقات المغربية الإسبانية هل من أفق”، أن النخبة السياسية في إسبانيا “تعيش حالة من التيهان ومترددة، ولا تعرف من هم حلفاؤها وخصومها بسبب ارتباك المشهد السياسي الإسباني”.

وأردف أن التخبط والضعف اللذين تعاني منهما النخبة السياسية في إسبانيا، وعدم استقرارها، أمور تنعكس سلبا على سياستها الخارجية وعلى علاقاتها مع دول الجوار، خاصة المغرب، مبزرا أن هذه الوضعية هي التي تؤدي بالحكومة الإسبانية إلى اتخاذ قرارات غير منسجمة.

وأوضح أن التشرذم الذي يشهده الحقل السياسي في إسبانيا يصعب مأمورية النخبة الحاكمة في اتخاذ القرارات المتعلقة بالعلاقات الخارجية، نظرا لوجود عدد من الفرقاء السياسيين داخل البرلمان.

وذهب الأستاذ الجامعي إلى القول إن من الأسباب الأخرى المنعكسة سلبا على السياسة الخارجية لإسبانيا، وجود “العديد من العقد في الجسد السياسي الإسباني”، منها عقدة في اتجاه أوروبا، حيث كانت مستعمرة من طرف فرنسا، وعقدة إرساء نماذج الحكم الذاتي التي لم تنجح كلها بعد، خاصة في كاطالونيا التي ما تزال تطالب بالاستقلال.

وحمل بوجداد مسؤولية توتير العلاقات المغربية الإسبانية إلى اليمين الإسباني، مبرزا أن المشاكل التي تسبب فيها في السياسة الخارجية ما تزال قائمة إلى اليوم، معتبرا أن التحرشات والاستفزازات التي قام بها في عهد رئيس الحكومة الأسبق خوسي ماريا أثنار، مثل خرق المجال الجوي للمغرب وإجراء مناورات عسكرية قبالة المياه الإقليمية بالحسيمة، “هي أكثر فظاعة مما يحدث الآن”.

من جهة ثانية، انتقد بوجداد غياب مركز متخصص في العلاقات المغربية الإسبانية من أجل فهم الحياة السياسية بإسبانيا التي لا تبعد سوى ببضع كيلومترات عن المملكة، معتبرا أنه “بدون فهم أفضل، لا يمكن لصاحب القرار والفاعلين السياسيين أن يتخذوا القرارات المناسبة”.

hespress.com