صورة “سيلفي” لمركبة بيرسيفيرانس ومروحية إنجنيوتي بجانبها. حقوق الصورة: NASA


 

هبطت مركبة بيرسيفيرانس وصديقتها الصغيرة مروحية إنجنيوتي معاً داخل فوهة جيزيرو المريخية في 18 فبراير. واعتباراً من يوم 1 يونيو، قضت المركبة 100 يوماً مريخي. (يستمر اليوم المريخي نحو 24 ساعة و40 دقيقة، أي أطول بقليل من اليوم الأرضي).

 

كان أول 100 يوم مريخي مليئاً بالإثارة. على سبيل المثال، اختبرت بيرسيفيرانس بالفعل جميع كاميراتها وأدواتها العلمية، وأرسلت إلى الأرض أكثر من 75000 صورة، وسجلت أول صوت حقيقي على الإطلاق لسطح المريخ، ودعمت ووثقت عمليات طيران مروحية إنجينيوتي، وولدت الأكسجين من غاز ثاني أكسيد الكربون الذي يهيمن على غلاف المريخ الجوي، وبدأ السفر إلى “منطقة الاستكشاف” الأولى الخاصة بها.

 

100 يوم مريخي هي مجرد البداية، لأن هناك الكثير من المهام المثيرة لبيرسيفيرانس في المستقبل. بدأت بيرسيفيرانس للتو التركيز على مهمتها العلمية الخاصة، والتي ستستمر سنةً مريخية واحدة على الأقل، أي نحو 687 يوماً أرضياً. هذه المهمة لها هدفان رئيسيان: البحث عن علامات على الحياة المريخية القديمة المحتملة وجمع عشرات العينات وتخزينها لإعادتها إلى الأرض في المستقبل.

 

تعد فوهة جيزيرو مكاناً رائعاً لتنفيذ هذه المهمة، وفقاً لقول أعضاء فريق المهمة: استضافت الفوهة التي يبلغ عرضها 28 ميلاً (45 كيلومتراً) بحيرةً كبيرة ودلتا نهر قبل مليارات السنين.

 

 

 

بالمناسبة، لم تنهي مروحية إنجنيوتي عملها بعد. نجحت المروحية في حملتها التجريبية التي استمرت لمدة شهر والتي تضمنت خمس رحلات جوية، وقد بدأت مهمةً موسعة مصممة لاختبار إمكانية استخدام المروحيات العمودية كأداة كشفٍ لمركبات المريخ الجوالة والمستكشفين البشريين.

 

قامت إنجنيوتي بأول رحلةٍ في هذه المهمة الموسعة في 22 مايو، إذ واجهت رياحاً قوية خلال تحليقها: عانت المروحية من خلل أدى لفترة وجيزة إلى توقف تدفق الصور من كاميرا الملاحة إلى الحاسوب الموجود على متنها. لكن إنجنيوتي نجحت بالتغلب على هذه المشكلة، وهبطت بأمان بالقرب من موقع الهبوط المحدد.


nasainarabic.net