الأربعاء 9 يونيو 2021 – 08:13
ناقش خبراء وباحثون وأساتذة جامعيون، بمدينة مكناس، مستجدات الساحة الوطنية، خصوصا ما يتعلق بأزمة المغرب مع إسبانيا.
في مستهل اللقاء، الذي نظمته جمعية “يدا في يد” بالمركب التربوي “كوستاف ايفيل” بمكناس، التي تترأسها نعيمة بلفايدة، قال صبري الحو، الخبير في الهجرة ونزاع الصحراء، إن مناقشة طبيعة ومسار العلاقات بين المغرب وإسبانيا تعكس حجم المنعطفات الكثيرة التي مرت منها خلال السنوات الأخيرة.
وأضاف لحو أن إسبانيا بتاريخها الاستعماري لم تستطع التخلص من عقدة النظر إلى المغرب كند وقرين، وحافظت على أسلوبها التقليدي في تدبير الملفات المطروحة، وزاد: “أمام التحولات الكبرى التي أضحت تميز السياسة الخارجية للمغرب، أصبح الغريم الإسباني غير قادر على استيعاب كون المملكة فاعلا إقليميا وقطبا متميزا ورياديا في ضبط العلاقات بين ضفة شمال المتوسط ومنطقة جنوب الصحراء”.
وشدد المتحدث ذاته على أن “ما يفسر الانزياحات الكبرى التي تلازم مواقف إسبانيا تلك الصدمة السيكولوجية التي أصابتها كقوة كولونيالية تقليدية، بينما المغرب نجح في إرباك حسابات أعداء قضية الصحراء بفضل انتقال الدبلوماسية من الدفاع نحو الهجوم المحكم من أجل الحسم، وبأدوات إجرائية جديد تتجاوز منطق التفاعل القديم الذي يطبعه البطء نحو التأثير على النقاش العمومي الداخلي بإسبانيا؛ رغم دقة المرحلة وخطورة ما قد يترتب عن ذلك من نتائج لصالح فرقاء سياسيين قد يكونون أكثر عداوة للمملكة في معترك الاستحقاقات الإسبانية المقبلة”.
وركزت مختلف مداخلات المشاركين في النقاش على استعراض السياق التاريخي والإرث التراثي في العلاقة بين المغرب وإسبانيا؛ وأيضا سرد بعض الوقائع المرتبطة بهذه الأزمة الطرية.
نعيمة بلفايدة قالت لجريدة هسبريس الإلكترونية، باسم منظمي الندوة، إن مثل هذه المحطات في النقاش العمومي قادرة على التحليل والتوضيح من أجل المساهمة في تأطير الرأي العام، وأضافت أن المجتمع المدني لا يمكن أن يتخلى، كيفما كان الحال، عن مسؤولية مواكبة اشتغالات الفاعلين الرسميين بالمقاربة الملائمة.