وكان من بين من نشروا هذا الفيديو حساب The Recount الشهير على “تويتر”، حيث حصد أكثر من 4.8 مليون مشاهدة.
وكتب الفيديو مقارنة بين قمة مجموعة السبع “جي 7” في عام 2017، التي حضرها ترامب، والقمة ذاتها في 2021، التي حضرها بايدن، واختتمت الأحد.
لكن الحساب وقع في مغالطة، إذ إن الفيديو الذي يوثق تصرف ترامب يعود إلى قمة حلف شمال الأطلسي، إذ ظهر فيه أمين عام الحلف ينس ستولتنبرغ، وفي وقت لاحق، اعتذر الحساب عن هذا الخطأ.
ومع ذلك، فإن الفيديو يكشف حقيقة كيفية تغير وجه الولايات المتحدة وتعاملها مع العالم، سواء على صعيد السياسات أو على صعيد التعامل الشخصي.
فقد رفع ترامب شعار “أميركا أولا” وطبقه بالفعل عبر سياسات عززت انعزال بلاده عن العالم، وخاصة حلف “الناتو” الذي تعد بلاده ركنا أساسيا فيه.
وطالما شحن الأجواء في الحلف من خلال مطالبة أعضائه الآخرين بدفع المزيد من الأموال في ميزانية “الناتو” قائلا إنها تستفيد منه رغم أن مساهمتها المالية قليلة.
ومما أثار قلق دول الحلف هو السياسة غير الحازمة التي اتبعها ترامب مع روسيا، الخصم الرئيسي لدول الحلف.
وظهرت هذه العوامل كلها مجسدة في سلوك ترامب الاستعلائي، كما يصفه البعض، في قمة الحلف عام 2017، حيث أزاح زعيما دولة في الحلف أمام الكاميرات وظهر متهجما للغاية.
والخلافات ظهرت أيضا في مجموعة السبع، إذ وصفها ترامب ذات مرة بأنها مجموعة “عفا عليها الزمن”، خاصة بعدما دعا إلى إعادة روسيا إليها وهو الأمر الذي يرفضه بقية الأعضاء.
وغادر قمة المجموعة في عام 2018، ورفض التوقيع على بيانها، بسبب إدلاء رئيس الوزراء الكندي جاستين ترودو بما قال إنها “معلومات كاذبة”.
وفي المقابل، اتخذ الرئيس الحالي جو بايدن سياسة مختلفة تجاه القضايا الدولية بما في ذلك مجموعة السبع وحلف الناتو
وبدا أن تلك السياسة تتجسد في سلوك شخصي مختلف عن ترامب، إذ رصد عدسات المصورين حالة من الحميمية مع نظيره الفرنسي، إيمانويل ماكرون.
وظهر بايدن يسير بجانب ماكرون وكان ملاصقا له، واضعا يده خلف ظهره، في سلوك لم يصل إليه ترامب في السابق.
والقرب الجسدي أكد أيضا قرب السياسات، فبايدن رفع شعار “أميركا عادت” في قمة السبع التي اختتمت في بريطانيا، الاثنين.
وبخلاف ترامب، ظهر بايدن متمسكا بشكل مجموعة السبع كما هي، لا بل إنه بدا عازما على توظيفها في التصدي لنفوذ الصين المتصاعد حول العالم.
ويتجه بايدن إلى بروكسل حيث سيشارك في قمة زعماء حلف شمال الأطلسي، حيث سيكون العنوان الأبرز هناك محاولة إزالة التوترات التي تسبب بها سلفه.
ومن المتوقع أن يبعث بايدن برسالة تحدي في القمة لكل من روسيا والصين.